يظهر الذهب ميلاً صاعداً مع افتتاح تداولات الأسبوع، حيث يقدم إشارات إيجابية مدعومًا ببعض المؤشرات، ومن أبرز هذه المؤشرات هو مؤشر الاستوكاستيك الذي يفسر سبب الارتفاع المذكور. حيث يتداول السعر أعلى مستوى 50 على الإطار الزمني لأربع ساعات، وفي حال ثبات السعر فوق هذا المستوى، فإن ذلك قد يعزز التوقعات باستمرار صعود الذهب خلال الأسبوع. من جانب آخر، يقدم مؤشر المتوسط المتحرك البسيط 9 إشارات محدودة، حيث يلاحظ تذبذب السعر حوله. لذلك، فإن إغلاق شمعة أربع ساعات أعلاه سيكون دليلاً قوياً على استمرارية الاتجاه الصاعد.
ويتداول الذهب حاليًا فوق النقطة المحورية الأسبوعية عند 2695 دولار، ويسعى للاستقرار أعلى هذه النقطة لاستئناف اتجاهه الصاعد الرئيسي، حيث يترقب السوق المزيد من الزخم الإيجابي الذي من شأنه يحقق بعض المكاسب نحو مستوى المقاومة الأول عند 2733 دولار. ومن المهم الإشارة إلى أن هذا المستوى يمثل نقطة محورية هامة، حيث يتزامن مع الخط العلوي للقناة السعرية التي يتحرك ضمنها الذهب. وفي حال تمكن الذهب من اختراق هذا المستوى والثبات فوقه، فقد يدفع ذلك الأسعار للوصول إلى حاجز 2762 دولار.
في حال تمكّن الذهب من الاستقرار دون النقطة المحورية 2695 دولار، فقد يضغط ذلك على السعر للبدء في الموجة التصحيحية الهبوطية نحو الخط الأسفل للقناة السعرية. وإذا تم كسر الخط الأدنى، سيفتح الطريق أمام استمرار الهبوط نحو مستوى الدعم الأول عند 2665 دولار. ومن المهم أن نلاحظ أن كسر هذا المستوى سيؤدي إلى مزيد من الانخفاض، ليصل الذهب إلى مستوى الدعم الرئيسي عند 2626 دولار.

ومن الناحية الأخرى، تنتظر الأسواق باهتمام كبير تنصيب دونالد ترامب لولايته الثانية كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، وسط قلق متزايد بشأن سياساته التي قد تؤثر سلبًا على التجارة العالمية وتؤدي إلى زيادة التضخم في الولايات المتحدة. وفقًا لتصريحات ترامب بعد فوزه في الانتخابات في نوفمبر الماضي، يُتوقع أن يصدر بعض الأوامر التنفيذية التي تشمل سياسات متعلقة بالحدود، والرسوم الجمركية، وغيرها من القرارات الهامة التي سوف تؤثر على الأسواق المالية.
ثم ننتقل إلى بيانات القطاعين الخدمي والصناعي التي ستظهر في بعض الدول، والتي من المتوقع أن تحظى باهتمام كبير في الأيام المقبلة. وإذا جاءت هذه البيانات متفوقة على التوقعات، فقد يشهد الذهب تراجعًا في أسعاره، حيث سيتجه المستثمرون للتخلي عن المعدن الأصفر بحثًا عن فرص استثمارية أخرى. من ناحية أخرى، قد يعكس تحسن القطاعين الخدمي والصناعي في بعض الدول انتعاشًا في النشاط الاقتصادي العام، مما يساهم في استقرار السوق.
إلى جانب ذلك، يترقب المستثمرون بيانات الفائدة للبنك المركزي الياباني، والتي يُتوقع أن يكون لها تأثير ملحوظ على حركة الدولار والذهب. إذ تتوقع الأسواق أن يرفع البنك المركزي الياباني الفائدة إلى 0.5%، وهو ما يُعدُّ ارتفاعًا ملموسًا مقارنة بالقراءة السابقة التي كانت 0.25%. في حال توافقت البيانات مع التوقعات أو تجاوزتها، فإن ذلك سيعزز من قوة الين الياباني. حيث يعنى رفع الفائدة اليابانية انجذاب المستثمرين للين بسبب عوائده المرتفعة مقارنةً بالعملات الأخرى التي تحتفظ بمعدلات فائدة منخفضة. وهذا بدوره قد يؤدي إلى تراجع قيمة الدولار الأمريكي، حيث يتخلص بعض المستثمرون من الدولار لصالح الين.