افتتحت أسعار الذهب تداولات اليوم على انخفاض طفيف بعد إعادة اختبارها القناة السعرية الصاعدة، مع ملاحظة أن مؤشر المتوسط المتحرك البسيط 9 لا يعطي إشارات واضحة، حيث يحوم السعر حوله. ويتحرك الذهب حالياً فوق النقطة المحورية اليومية عند 2755 دولاراً، مع الإشارة إلى أن استقرار السعر فوقها قد يعزز مكاسب الذهب نحو 2774 ثم 2784 دولاراً. وفي حالة حدوث العكس، فمن الممكن أن يواصل الذهب اتجاهه التصحيحي الذي بدأ عقب ملامسة 2785، مستهدفاَ مستوى الدعم الأول عند 2744 ثم 2724 دولار.

وعلى الجانب الاخر، واجهت وول ستريت بداية أسبوع صعبة بعد ظهور مخاوف تتعلق بتأثيرات النموذج منخفض التكلفة للذكاء الاصطناعي من شركة ديب سيك DeepSeek الصينية الناشئة، والذي قد يؤدي إلى صعوبة تقييم القيمة الحقيقية لأسهم شركات التكنولوجيا التي كانت تشكل محركًا رئيسيًا لأسواق الأسهم. هذه المخاوف أثارت جدلاً واسعًا حول مدى قدرة الشركات العملاقة على الحفاظ على نموها في ظل المنافسة الشرسة من الشركات الناشئة التي تقدم حلولًا مماثلة بأسعار أقل.
نتيجة لذلك، شهدت الأسهم تراجعًا كبيرًا، حيث انخفض مؤشر ناسداك 100 بنسبة 3.2%، وهو أكبر تراجع منذ مارس 2020،في حين محا حوالي 1 تريليون من قيمته السوقية. هذا الانخفاض الحاد أثار قلق المستثمرين الذين كانوا قد راهنوا على الاستمرار في تحقيق أرباح ضخمة من خلال الاستثمار في أسهم التكنولوجيا، وأدى إلى تزايد الضغط على السوق بشكل عام.
وتعرضت أسهم شركة إنفيديا، التي تعتبر الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، إلى انخفاض حاد بنسبة 17% أي ما يقارب 600 مليار دولار، مما أسفر عن أكبر خسارة من حيث القيمة السوقية لشركة واحدة في تاريخ البورصة. وجاء هذا الانخفاض بسبب القلق من أن المنافسة المتزايدة في مجال الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى تقليص الحصة السوقية لشركة إنفيديا، التي كانت تهيمن على هذا القطاع في السنوات الأخيرة.
وبالنسبة للذهب فقد أدت عمليات بيع أسهم التكنولوجيا إلى موجة بيع في الذهب لتغطية الخسائر، حيث سجل أسوا أداء يومي له منذ بداية عام 2025، ولكن على مستوى شهر يناير فقد حقق المعدن الأصفر ارتفاعاً بأكثر من 5% بسبب حالة عدم اليقين لدى المستثمرين بشأن تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية على بعض الشركاء التجاريين وتجدد المخاوف من أن الصراعات التجارية المحتملة قد تزيد من التضخم. وشهد الذهب تراجعاً بداية الأسبوع.
ويترقب المستثمرون اليوم صدور حدث هام وهو قرار الفائدة الأمريكية، كذلك سيتم صدور أرباح الشركات الأمريكية الكبرى مثل مايكروسوفت وتسلا وآبل، وبالتالي من المتوقع أن يكون هناك تأثير ملحوظ على الأسواق. وفيما يتعلق بالفائدة الأمريكية، يتوقع المحللون تثبيت الفائدة عند 4.50%، بالرغم من محاولات ترامب للضغط على الفيدرالي لخفض الفائدة، لكن التركيز سيكون على تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول لجمع الأدلة حول معاد أول خفض للفائدة هذا العام.